حوار مع النفس

موضوع: حوار مع النفس الأربعاء 11 مايو 2011, 10:43 pm

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
في حوار مطول مع النفس المؤذية بما تأمر به من سوء الفعل وقباحة العمل وتجرؤ على الواحد القهار فاطر السموات والأرض العزيز الجبار مالك الملك ذو الجلال والإكرام بالتمرد والعصيان قابعة بصاحبها في شراك الشيطان ليكون أسيراً للهوى وحبيساً لشين الأعمال يستدرجه الوسواس الخناس ليوصله إلى الهاوية ليكون حصباً لجهنم ووقداً للنيران يطلب العفو فيُجاب بالمقامع الملتهبة والمطارق المستعرة المذيبة للشحوم والأبدان والجلود والعظام
في هذا الحوار بدأ الضمير سؤاله للنفس قائلاً
من الذي خلقكِ ومن عليكِ بنعمة الوجود؟
أجابته النفس الله هو خالقي والمتفضل علي بالوجود
قال الضمير سائلاً ها أنتِ ذا تعلمين بخالقكِ فكيف إذاً تأمرين صاحبكِ بالتمرد والعصيان لمن له الفضل عليكِ بهذه النعمة؟
قالت النفس مجيبة إن الأمل بحياة مديدة في هذه الدنيا وأناة الله لي بالمهلة وعدم استعجاله بعذابي جعلاني أشعر بالأمان وهذا الأمان سخرته لإسعاد صاحبي فأمرته بفعل القبيح لتقر عينه بزخارف الدنيا وزبرجها ليحيى حياة العز والشموخ يأمر فيُطاع ويفجر بالعباد ليكون ملكاً يُدير ولا يُدار ويَملك ولا يُستملك يستبيح دماء الأحرار ويهتك أعراض الأشراف ويعلوا في الأرض كأنه الرب الجبار ، فهو المهيب البطل وفرعون الزمان ، نعم أيها الضمير التعبان كيف بي لا أعصي الرحمن ولا آمر صاحبي على التمرد والطغيان وأنا أرى في ذلك لذيذ العيش وجمال الحياة أتنقل بصاحبي من قصر إلى قصر وأملك به الياقوت والمرجان وأستعبد به عباد الرحمن ، نعم أيها الضمير الخائب ولفعل الخير راغب وعن قبح العمل عارض وللنصح تأتيني معاند لن أسمع لك ولن أتبعك لأنك تأمر بالذُل والخنوع لحياة الفقر ، تُخيفني بالعقاب والويل والعذاب في يوم لا أعلم متى يكون أبعد جيل أم أجيال وفي أي أرض يتم وعلى أية حال
تأوه الضمير بحسرة وصرخ بقوة كفى يا نفس استهتار فالله العزيز الجبار استمهلكِ لا لأنه أهون الناظرين إليكِ ولا أخف المطلعين عليكِ بل لأنه خير الساترين وأحلم الأحلمين وأكرم الأكرمين يستر ذنوبكِ كرماً منه ويؤخر عوبتكِ حلماً عليكِ فهل يستحق بعد كل هذا تمردكِ عليه وتجرؤكِ على الجحود به أوَما تعلمين أنه ملك الملوك والقادر على القضاء عليكِ بأقل من لمح البصر وافتضاحكِ في عالم المحشر لتكوني من الهالكين وإلى جهنم منقادين وفي الويل تقبعين أحقاباً فاحقاباً تصرخين فلا إجابة وتستغيثين فتُغاثين بماء كالمهل يشوي الوجوه لتنطبق عليكِ وعلى صاحبكِ الآيات النازلة على قلب الأمين والتي قال فيها العزيز الحكيم بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ 63 حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ 64 لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لا تُنصَرُونَ 65 قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ 66 مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ 67سورة المؤمنون

وكذا قول الواحد القهار وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 73 وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ 74 وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ 75 وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ 76 حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ 77سورة المؤمنون
فأي بؤس ينتظركِ وأي عذاب فيه تقبعين هنا يتبين لكِ من التعبان الخائب ومن هو السعيد ، بكت النفس حسرة وصرخت بقوة كفى كفى يا ضمير لقد أوجعتني بكلامك وآذيتني بتصويرك لي هذا التصوير المريب ، ومن الآن فصاعداً لن أعصي الله طرفة عين وسأكون نفساً مطمئنة راضية مرضية تخلد بصاحبها في نعيم مقيم مع عباده المخلصين والشهداء والصالحين عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ 15 مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ 16 يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ 17 بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ 18 لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ 19 وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ 20 وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ 21 وَحُورٌ عِينٌ 22 كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ 23 جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 24 لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا 25 إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا 26سورة الواقعة

جزاك الله خيار وبارك الله فيك وتسلم يمناكي

عطرت المكان بحضورك الرائع على
موضوعي

شكراااا على مرورك لا حرمت تواصلك

لك ودي ووردي

عطرت المكان بحضورك الرائع على
موضوعي

شكراااا على مرورك لا حرمت تواصلك

لك ودي ووردي

» نعنبووو عزه النفس بووقات