كان يدفع عنه الدنيا بالراحتين

كان يدفع عنه الدنيا بالراحتين والصدر أبو الدرداء

انه عويمر بن مالك الخزرجى وكنيته (أبو الدرداء) وكان صديقا وثيق الصله
بعبد الله بن رواحه رضى الله عنه وكان سببا باسلام لأبى الدرداء ولكن بعدما أضناه
التعب فكان يرغبه فى الاسلام ويأبى الى أن ذهب يوما الى بيته فوجده مفتوحا وأبصر
أم الدرداء بالفناء فقال السلام عليكم يا أمة الله فقالت وعليك السلام يا أخا أبو الدرداء
فقال أين هو فقالت ذهب الى متجره ولا يلبث أن يعود فقال أتأذنين
فأفسحت الطريق وقالت على الرحب والسعه وانشغلت عنه فدخل عبد الله الى الصنم
وأخرج قدوما وجعل يقطعه ويقول ألا كل ما يدعى مع الله باطل ألا كل ما يدعى مع الله
باطل ودخلت أم الدرداء فصعقت ولطمت خدها وقالت أهلكتنى يا ابن رواحه ولما عاد ابو الدرداء
وجدها جالسه تبكى عند الباب وتنشج وعليها علامات الخوف وقالت اخوك عبد الله
بن رواحه من فعل ذلك فاستشاط غضبا وهم أن يثور لكنه ما لبث أن هدأت سائرته
وفكر فيما حدث وتذكر كلام ابن رواحه له بأنه لا يضر ولا ينفع فذهب اليه وانطلقا به
الى منبع الاسلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان آخر الحى اسلاما هو
ابو الدرداء وعندها أدرك ما فاته فصمم على ادراكه بالجهد الجاهد وعندما رأى أن تجارته تنغص عليه لذة العبادة وتفوت عليه مجالس العلم تركها بلا تردد
وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنت تاجرا قبل عهدى بك فأردت أن أجمع بينهما
فلم يستقم لى فأقبلت على العبادة والذى نفس أو الدرداء بيده ما أحب أن يكون لى
حانوت على باب المسجد فلا تفوتنى صلاة مع الجماعة ثم أبيع وأشترى فأربح
ثلثمائة دينار ثم قال لا أقول البيع حرام ولكنى أحب أن أكون من الذين لا تلههم
تجارة ولا بيع عن ذكر الله لم يترك التجارة فحسب ولكن ترك الدنيا بأكملها وأعرض
عن زينتها واكتفى منها بلقمة خشنة تقيم صلبه وثوب صفيق يسترجسده
فقد نزل به جماعة فلى ليله شديدة البرودة فأرسل اليهم الطعام ولم يبعث اليهم باللحف
فلما هموا بالنوم قال واحد سأذهب اليه وأكلمه فقال آخر دعه فأبى ومضى اليه
فلما وقف على باب الحجرة وجده اضجع وامرأته جالسة قريبه منه ليس عليهما الا
ثوب خفيف لا يقى من برد فقال له ما أراك بت الا كما نبيت فأين متاعكم فقال له
لنا دار هناك نرسل اليها تباعا كل ما نحصل عليه من متاع ولو كنا استبقينا شئ
لبعثناه اليكم وان فى طريقنا اليها عقبة صعبه كؤدا فالمخفف فيها خير من المثقل
فتخففت من الأثقال علنا نجتاز فقال له الرجل فهمت وجزيت خيرا وفى خلافة الفاروق
أراد أن يوليه دمشق فأبى وقال أذهب ولكن لأعلمهم الدين لا عاملا عليهم فلما
بلغها وجد أهلها منغمسين فى النعيم والملذات فهاله ذلك وجمعهم الى المسجد
وقال يا أهل دمشق أنتم الاخوان فى الدين والجيران فى الدار والأنصار على الأعداء
يا أهل دمشق ما الذى يمنعكم من مودتى(أى حضور مجالس العلم) والاستجابه
لنصيحتى وأنا لا أبتغى منكم شيئا فنصيحتى لكم ومؤنتى على غيركم
ما لى أرى علمائكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم به
الله عز وجل وتركتم ما أمرتم به ما لى أراكم تجمعون ما لا تأكلون
وتبنون ما لا تسكنون وتؤملون ما لا تبلغون
لقد جمعت الأقوام التى قبلكم وأملت فما هو الا قليل حتى أصبح جمعهم بورا
وأملهم غرورا وبيوتهم قبورا هذه عاد يا أهل دمشق قد ملأت الأرض مالا وولدا
فمن يشترى منى تركة عاد بدرهمين
فجعل الناس يبكون حتى سمع نشيجهم من خارج المسجد
فجعل يطوف بالناس يعلمهم ويؤمهم وينبه الغافل مغتنما الفرص
وبينما يمر بجماعة تجمهروا على رجل وجعلوا يضربونه ويشتمونه فأقبل عليهم
وقال ما الخبر قالوا رجل وقع فى ذنب كبير
قال أرأيتم ان وقع فى بئر أفلم تكونوا تخرجوه قالوا بلى قال لا تسبوه وانما عظوه
وبصروه واحمدوا الله الذى عافاكم من الوقوع فى ذنبه قالوا ألا تبغضه قال أبغض
فعله فاذا تركه فهو أخى فأخذ الرجل ينتحب ويتوب وقال لشاب وهو يعظه يا بنى
اذكر الله فى السراء يذكرك فى الضراء
يابنى كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكون الرابع فتهلك
يابنى ليكن المسجد بيتك فقد سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام يقول
(المساجد بيت كل تقى)
وفى اثناء اقامته فى دمشق بعث اليه الوالى وهو معاوية بن أبى سفيان يخطب
ابنته لابنه يذيد فأبى أن يزوجها له وزوجها لشاب فقير رضى فيه دينه
ولما سئلوه عن ذلك قال كل أب يتحرى لابنته وقد تحريت لابنتى فوجدت ذلك لصلاحها
قالوا وكيف
قال ما ظنكم بالدرداء اذا قام يخدمها العبيد ووجدت نفسها بين اللؤلؤ فى القصور
يخطف الأبصار فأين يصبح دينها لما زاره عمر ببيته ووجد خشونة العيشه
رحمك الله ألم أوسع عليك فقال له أتذكر ياعمر حديثا حدثنا به رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال وما هو ألم يقل(ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد راكب) قال بلى
فبكى عمر وبكى أبو الدرداء وما زالا يبكيان حتى طلع الصبح ولما لحق بربه
رأى عوف بن مالك الأشجعى فيما يرى النائم مرجا أخضر فسيح الأرجاء وارف
الأفياء فيه قبة عظيمة من أدم حولها غنم رابضة لم تر العين مثلها فقال لمن هذا
فقيل له لعبد الرحمن بن عوف فطلع ليه عبد الرحمن من القبة وقال يا مالك
هذا ما أعطانا الله بالقرآن ولو أشرفت على هذه الثنيه لرأيت ما لم تر عينك وسمعت
ما تسمع ووجدت ما لم يخطر على قلبك

أعده الله عز وجل للأبى الدرداء

جزاك الله خيرا
تسلم يمناااااااااااااك

كان يدفع عنه الدنيا بالراحتين 13099807901

» قد تظلم علينا الدنيا
» حياتنا في الدنيا عباره عن طريقين هم